العقل الكوني

د. هيا إبراهيم الجوهر
رغم إنكار البعض لكل ما له صلة بعالم الماورائيات أو الأحداث الخارقة للطبيعة، إلا أنها تحدث كل يوم وبأشكال متعددة ثبت صدق أغلبها بالدراسات مع عدم وجود تفسير واضح لحدوثها. ومن هذه الظواهر التي استُفيد منها وعلى نطاق واسع من قِبل الدول المتقدمة (الوعي الجمعي أو الكلي) وفيه تتواصل العقول البشرية مع بعضها بعضا، ومع جميع الكائنات الحية، وحتى مع الجماد!

أحيانا تلح عليك أمور مثل أن يخطر أحد أصدقائك القدماء في بالك فتجده يتصل عليك أو يزورك، لذا يُعتقد أن كل كائن حي تصدر عنه طاقة يتواصل من خلالها مع مَن حوله من البشر والحيوانات والأشياء ومع الكون نفسه الذي تحمل ذراته طاقة عالية تَوصل إلى معرفتها واستغلالها العُبّاد والنُسّاك والسّحرة، كل على حسب معتقده.

يرى خوزيه سلفا أن هناك عقلاً كونياً ينظم أحداث العالم، ويعمل مثل خادم الكمبيوتر الذي تتصل به عقول البشر جميعاً عن طريق العقل الباطن، ومن هنا يستشعر البشر حدوث شيء ما في الكون، أو تمكنهم من التحكم في الأحداث التي ستقع لهم ويحصل ذلك حين يكون الإنسان في حالة بين النوم واليقظة أو في حالة خشوع (مثل الصلاة أو الدعاء)، حيث تقل ذبذبات الدماغ إلى أقصى حد، ومن هنا حثّ ديننا على الخشوع والإلحاح في الدعاء لكي يستجيب الله تعالى ويتغير قدرك. قال رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ : "لا يرد القضاء إلا الدعاء".

وقد يكون هذا سر توقع البعض للأحداث أو التوجس من الإقدام على أمر ما وكذلك مقدرة البعض على تفسير وكشف غموض الجرائم بمجرد التواجد في مكان الجريمة أو الإمساك بشيء من أدوات المجرم أو الضحية. وكان أول استخدام لمثل هذه القدرات في كشف الجريمة عام 1845 فما نراه في بعض أفلام الخوارق والخيال العلمي موجود على أرض الواقع وهناك دراسات وأبحاث عديدة غير معلنة وقائمة من سنين لدراسة مثل هذه الحالات وتخطت الدراسات مسألة التخاطر بين البشر وإثباتها إلى التخاطر بين البشر والآلات! وهذا ما قامت به جامعة برنستون الأمريكية عام 1979 وحتى 2007م في مشروعها (بحث الشواذ الهندسية) والذي أثبتوا فيه تأثير العقل البشري في الآلات من بُعد. وفي أثناء هذا المشروع وبناءً على نتائجه قامت الجامعة بمشروع آخر لقياس الوعي أو الإدراك الجمعي GCP، حيث تم تصميم 40 جهازاً إلكترونياً يقوم بإنتاج سلسلة عشوائية من الرقمين (صفر وواحد) تمثل لا ونعم، ووزعت في مختلف أنحاء العالم لترصد الأحداث وتقيس مخرجاتها وإحصائيا كان يجب أن تكون النتائج التراكمية مكونة من عدد متساو من الآحاد والأصفار، ولكن الشيء العجيب أن هذه الأجهزة شذت عن القاعدة واضطربت وأعطت نسباً مختلفة تماماً وأدهشت الباحثين، فقبل كل حدث عالمي جسيم مثل أحداث 11 من أيلول (سبتمبر)، ووفاة الأميرة ديانا، وتسونامي، وحتى في عطلات رأس السنة كانت الأجهزة تعطي نسباً ورسوماً بيانية عالية ليس هذا فقط، بل قد يبدأ التغير قبل وقوع الحدث بساعات أو أيام وهذا يثبت ارتباط العقول البشرية ببعضها بعضا وبالكون والآلات التي تسجل الحدث، فلم يعد العالم قرية صغيرة بل جسد واحد وعقل ومشاعر مشتركة تتفاعل مع الأحداث في اللاوعي وتسجلها شبكة آلات مشروع الوعي الجمعي. وإذا أردت مشاهدة نبض العالم أو العقل الموحد ما عليك إلا الدخول إلى موقع الشبكة the GCP basket observer، حيث يعرض رسم بياني للتفاعل الجمعي مع الأحداث مصحوباً بصوت يشبه النبضات يرتفع عند الأحداث الكبيرة والمؤثرة ولكنه متأخر في التوقيت بعشر دقائق، ويجب أن يحتوي جهازك على برنامج خاص (جافا) لكي تتمكن من متابعة نبض العالم.