الأحمدية .. كيف نقضي عليها ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم.
نحمده و نصلي على عبده و رسوله الكريم , محمد خاتم الأنبياء و المرسلين .

لا يزال كثير من المسلمين و خاصة العرب منهم لا يعرفون عن الأحمدية شيئا .هذا بالرغم من كثرة الحديث عنها .و كثرة الفتاوى ضدها .و كثرة الكتب التي صنفت في الرد على الأحمدية , من قبل علماء الهند و باكستان , و علماء من العرب حديثا.

لكن الغريب أن هذا الكم الكبير مما كتب و نشر ضد الأحمدية لم ينه أمرها حتى بعد قرن و نيف من الزمن .
و الأغرب , ما قرأته في مشاركات الأخ الكريم (( ناصر السنة)) , و هو يعلق على كتابات أحد المروجين للأحمدية, حيث يصفه بالخطير , رغم كونه غير معروف أصلا.((زكريا34)).
ثم طالب الأخ ناصر السنة بفصله .

أخي ناصر السنة, إذا فصلتم هذا الداعي للأحمدية, فماذا عسانا نفعل ضد قنواتها التلفزية؟.
و ماذا عسانا نفعل ضد كتبها التي تنتشر اليوم في العالم كله؟.
و ما موقفك أمام كبار علمائها الذين يستقطبون الأنظار , و يستولون على قلوب المسلمين و العرب منهم؟.

الحقيقة , أن ما يقضي على الأحمدية , ليس إصدار الفتاوى بتكفيرها.و ليس بفصل كل من يتبنى فكرها.و ليس بكيل السباب و الشتائم للمدافعين عنها.

ببساطة شديدة, هذه الأساليب تدخلنا في تعقيدات لا يمكن الخروج منها.ذلك أن بعض علماء الأمة يشاركون الأحمدية في كثير من معتقداتها.فهل يمكن فصلهم و منعهم أيضا من الكتابة و الحديث عبر القنوات التلفزية؟.

أمثلة :
الشيخ محمد عمارة , حفظه الله, واحد ممن ينكرون النسخ في القرآن الكريم بشدة.و هو قد فصل الموضوع من خلال برنامج قناة إقرأ -الرد الجميل-.

فهل يمكن فصل قناة إقرأ؟.

هو نفسه يتبنى وفاة عيسى بن مريم عليه السلام.

-الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى , ممن يعتقدون جزما بموت عيسى بن مريم عليه السلام.فهل سنصدر فتوى بكفره و هو في قبره؟.

-الشيخ محمود شلتوت رحمه الله تعالى , كان يؤكد على موت عيسى عليه السلام.و قال : لا يوجد في القرآن الحكيم مستند واحد تطمئن إليه النفس ليكون أساسا لعقيدة حياة عيسى في السماء.

فهل نفتي بكفره أيضا و هو ميت في قبره؟.

الشيخ خالد الجندي , ينفي القول بسحر الرسول محمد صلى الله عليه و آله و سلم نفيا قاطعا.فهل نفصله أيضا ؟.لأنه وافق الأحمدية؟.

-كثير من العلماء اليوم ينكرون انتشار الإسلام بالسيف.و يرفضون حكم قتل المرتد غير المحارب.و يؤمنون أن الجهاد القتالي هو لرد العدوان فقط.
فهل نقتلهم لموافقتهم الأحمدية؟.

دعني أخي الكريم , أبدي رأيي في كيفية القضاء على الأحمدية :

ليس هناك من سبيل اليوم للقضاء على الجماعة الإسلامية الأحمدية , إلا بدحض فكرها بالبراهين القرآنية و العقلية القاطعة .
و ليس هناك من خلق يستطيع أن يهدم الأحمدية , إلا الصدق .و الصدق فقط .

و علينا في سبيل القضاء على الأحمدية أن نجيب على آلاف الأسئلة الوجيهة التي يطرحها الفكر الأحمدي .

و لا أخفيك قناعتي , الناس اليوم يعرفون الأحمدية من خلال وسائلها العديدة.لذلك لم تعد تنطلي على الناس تلك الدعايات التي ابتكرها علماء الهند و باكستان .و التي لم تنجح في القضاء على الأحمدية, حتى في الزمن الأول , حيث لا تكنولوجيا و لا تلفاز و لا كتب و لا أنترنت.

بمعنى أنها فشلت , و هي اليوم أشد فشلا.لأن الناس يعرفون الأحمدية و الأحمديين من مصادرهم هم أنفسهم.

في بلدتنا الصغيرة نسبيا , -حوالي 50000 نسمة- هناك أحمديون .بل هم يسمون أنفسهم ( مسلمين أحمديين).
و لهم الحق في ذلك طالما أنهم يشهدون نفس شهادة عموم المسلمين -أهل السنة و الجماعة- من غير زيادة أو نقص.

و هم معروفون بأخلاقهم الراقية.و بأساليبهم الحضارية في الدفاع عن أنفسهم و عن عقيدتهم.

كان البعض يحبون مناقشتهم, و يطرحون عليهم ما كتبه الشيخ إحسان إلهي ظهير في كتابه (( القاديانية ..دراسات و تحليل)).

فيقول هؤلاء الأحمديون : هل تصدقون هذا الشيخ ؟.
و كل من يعلن تصديق الشيخ إحسان إلهي ظهير , يطالبونه باليمين على صدق ما قرأه في كتاب الشيخ ظهير .

لكن فورا ترى المعارضين للأحمديين , يحجمون عن اليمين و عن القسم بالله العظيم على صدق تلك الكتابات .

عندها يطلبون منهم مشاهدة قناة الأحمدية, و يطلبون منهم أن يتعرفوا على الأحمدية من مصادرها هي نفسها .و بعدها يمكنكم إما القسم على صحة ادعاءات أعداء الأحمدية أو أنكم سترون حقيقة هذه الجماعة.

أتوجه بالحديث للأخ ناصر السنة تقديرا لحماسه في الدفاع عن الحق:
إذا كنت يا أخي الكريم تريد هدم الأحمدية , فعليك أن تجيب على المئات أو الآلاف من الأسئلة الوجيهة .
يمكنني طرح بعضها الآن لمناقشتها بالبرهان الحق.
أو إن رأيت طرح كل سؤال على حدى , فليكن ذلك .

من هذه الأسئلة :
1-كيف نجا مؤسس الأحمدية من الموت قتلا رغم أنه تقول على الله طيلة ما يقارب الأربعين سنة؟.
و أنت تعرف الوعيد الرباني في من تقول على الله تعالى .

يقول الله تعالى : {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ} (44) سورة الحاقة{لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} (45) سورة الحاقة{ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} (46) سورة الحاقة{فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} (47) سورة الحاقة.

كتب شيخ الإسلام بن تيمية في كتابه النبوءات , أن من تقول على الله يقتل .

و هذا البرهان قدمه علماء الأحمدية للنصارى كدليل على صدق رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم , فقالوا :

جاء في سفر التثنية 18/18 , -أظن أنه سفر التثنية- أن من تقول على الله يموت .اي يقتل .

فهل هذا صحيح ايها الآباء في كتابكم المقدس؟.
قال ألآباء النصارى : نعم صحيح.

قال الأحمديون: إذن , لماذا لم يمت محمد-ص- مقتولا؟.

فبهت النصارى , و فيهم الدكتور بيتر مدروس و غيره معه إثنان من أصحاب العلم المسيحي.

هذا أول سؤال يا عزيزي ناصر السنة .

أرجو أن لا أكون قد أطلت في مداخلتي , و اسمحوا لي بمواصلة بحث عقائد الأحمدية إن شاء الله , و لك يا ناصر السنة و كل غيور على الإسلام أن يفند ما تقدمه هذه الجماعة التي بهرت العالم بفكرها .و عجز العلماء عن إنهاء أمرها.

و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.