ومن الجفاء- الذي يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ويخالف هديه ودعوته, بل يخالف الأصل الذي أرسله الله به وهو التوحيد:الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم ورفعه فوق منزلة النبوة وإشراكه في علم الغيب, أوسؤاله من دون الله, أو الإقسام به, وقد خاف النبي صلى الله عليه وسلم وقوع ذلك فقال- في مرض موته -:"لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم,ولكن قولوا:عبدالله ورسوله"
ومعلوم أن النصارى تعبد مع الله عيسى ويسمونه: (الابن) تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم من دون الله عبادة له, والعبادة لا تصرف إلا لله وحده, وكذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم ان يتخذ قبره عيداً ومزاراً؛ حيث قال:((لا تجعلوا قبري عيداً, وصلوا عليّ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم))ويبلغ الحد في التنفير من الغلو في ذاته صلى الله عليه وسلم أن لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد, فقال صلى الله عليه وسلم((لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) يحذر ماصنعوا.
ولما همّت طائفة من الناس بالغلو فيه فقالوا: أنت سيدنا وابن سيدنا, وخيرنا وابن خيرنا.قال لهم صلى الله عليه وسلم:((قولوا بقولكم أوبعض قولكم , ولا يستهوينكم الشيطان))ومن الغلو فيه صلى الله عليه وسلم: الحلف والإقسام به؛ فإنه من التعظيم الذي لا يصرف إلا الله وحده, وقد قال صلى الله عليه وسلم((من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت)) وهذه الاحاديث التي ذكرت ميزان عدل لاينبغي الزيادة عليها ولا النقص منها, وكل متجرد للحق يجد بغيته في تلك النصوص, والله وحده هو الموفق...والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.