تغريـد الذرمان
باتت مواقع التواصل الإجتماعية المتنفس الأكثر شعبية للتعبير عن الآراء والأفكار بكل حرية دون قيود. ففي موقع التواصل الشهير "تويتر" أصبح الوسيلة الأسهل والاسرع في كشف واقع مؤلم مغاير تماماً عن ما نراه ونقرأه من تزييف للحقائق في ما ينشر في وسائل الإعلام والصحف.
القضايا الملتهبة التي تثار في "تويتر" والتفاعلية الكبيرة والسريعة لها دلالة على التغير والتطور الحاصل في العقول ورغبتها في كشف وإستبصار الحقائق بنقدها والإعتراض عليها في محاولة لتغييرها بما يعود على الفرد والمجتمع نحو الأفضل إذ تواجه هذه الأصوات والمطالبات مقص ونظام الرقيب في بعض وسائل الإعلام والصحف.
فكما لعب "تويتر" دوراً هاماً في حرية التعبير وتشكيل الرأي إلا أنه حُوِل لأداة ومصدر بشع في التعدي والتهجم على الآخرين ومحاولة التسلط باتخاذ نمط فرض الوصاية على الناس بالقوة دون الإهتمام بآراء الآخرين. فضائح الصراعات وتصفية الحسابات التي يشهدها متابعي الموقع بلغت حداً يستدعي فرض الرقابة لوقف الإستغلال الحاصل للمتابعين من قبل الشخصيات الخفية التي تقف وراء هذه الحسابات.
جذب المتابعين بتعدي الخطوط الحمراء وتسريب الفضائح وترويج الإشاعات من قبل هؤلاء الأشخاص وسيلة سريعة وسهلة لتحقيق أهداف ومصالح شخصية يغفل عنها كثير من متتبعي هذه الحسابات المتزايدة أعدادهم يوماً عن يوماً بالأخص من فئة الشباب ممن تتأثر عقلياتهم وطرق تفكيرهم من محاولات غسلها وتضليلها.
سقف الحرية في تويتر قد يقترب من الحد والتقييد في ظل هذه السجالات والصراعات والتجاوزات فقد أساء البعض لمعنى الحرية فيه فحرية الرأي والتعبير ضرورة ولكن لن تؤدي إلى نتيجة وتحرك إلا في إطار التمسك بضوابط العرف والدين والأخلاق لكي لا تتعرض هذه الحرية إلى كبح جماحها فترتفع الأصوات طلباً لها بعد أن سبب التلذذ بتجاوزها وإساءة إستخدامها لتقييدها.