يبدو أننا أمام أزمة فكر تتجلى في كثير من الأطروحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي فالمتابع يشعر أنه كلما أبحر في تغريدة اصطدم بحاجز استيعابها أحيانا، نحلق مع المغردين فنفهم بعض ما يقولون ولكن الملاحظ في كثير مما يكتب أن هناك مجموعة من الأسراب وكل سرب يقوده طائر هو بمثابة الموجه الذي يحدد الاتجاه، وعليك أمام تلك الصراعات وذلك الزخم أن تحدد إلى أي سرب تنتمي واختيارك حتما ستمليه عليك عدة عوامل إما اجتماعية أوعقدية وفي بعض الأحيان فكرية إن كنت ممن يمتلكون الفكر ولست ممن (يطير في العجة). مؤخرا شهدت الساحة (التويترية) عدة معارك كلامية وفكرية تنبئ عن وجود شرخ في ثقافتنا كمجتمع انقسم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى عدة تيارات متطرفه فكريا، منا من شارك في تأجيج المعركة ومنا من اكتفى بالمشاهدة، المضحك المبكي أن تلك المعارك امتدت لتفرد لها مساحة ضمن البرامج التلفزيونية، قبل أيام تابعت إحدى أهم تلك المعارك بين اثنين من أهم المغردين وهما يتبادلان التهم في شكل مبتذل أمام الملايين ممن يتابعون البرنامج ليطلب أحدهم من الآخر المثول أمام المحكمة، مطالبا إياه باحترام البلد التي منحته جنسيتها وفي ذلك عنصرية واضحة استخدم الوطن في المساومة عليها ليرد عليه الآخر بوصف يصنفه ضمن فئة الخارجين من الملة. هنا كمتابعين لا نقبل المساومة أو المساس بأمرين بالغين في الأهمية وهما الدين والوطن، وليت أغلب المغردين يستوعبون أن لنا عقولا تعبت وهي تتذبذب ما بين سرب وآخر (فارحموا عقولنا ياعصافير تويتر). عدة تساؤلات تدور في ذهني وأنا أكتب عن تلك الثقافة (ثقافة التطاول) من أين استقاها البعض؟ وما السبب في وجود هكذا طرح يسكن عقول شبابنا؟ ومن المستفيد من هذا التناحر؟ (أكيد مو إحنا!).
المصدر : حملة السكينة