إن من أفضل أعمال القلوب وأرفعها محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- من أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله عز وجل؛ وهي من العبادات القلبية التي يحبها الله عز وجل.
ومحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- علامة صادقة على محبة الله عز وجل؛ لأن دعوى محبة الله -عز وجل- دون محبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- واتباعه دعوى كاذبة؛ وقد بين ذلك الله -عز وجل- في كتابه الكريم حيث قال: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (سورة آل عمران آية 31)؛ وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه بابا سماه: بَاب، حُبُّ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الْإِيمَانِ؛ وأورد عدة أحاديث توجب ذلك الحب الرفيع للنبي -صلى الله عليه وسلم- منها ما رواه عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ) فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ (.
قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري:
ومعنى الحديث، والله أعلم: أن من استكمل الإيمان علم أن حق الرسول وفضله آكد عليه من حق أبيه وابنه والناس أجمعين، لأن بالرسول استنقذ الله أُمته من النار وهداهم من الضلال، فالمراد بهذا الحديث بذل النفس دونه -صلى الله عليه وسلم-.
ومحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- تورث حلاوة الإيمان؛ حيث روى البخاري في صحيحه عن أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ) ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ؛ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ (.