أبو معاذ محمد الطايع
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالحسد مرض من أمراض النفس، وهو مرض غالبًا يقع بين النظراء لكراهية أحدهما للآخر، أو لفضل الآخر عليه، وهو أعظم مداخل الشيطان، وهو خصلة ذميمة من خصال اليهود، قال -سبحانه وتعالى-: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: ٥٤]، وهو نار محرقة من ابتلي به فهو في عذاب الله.
ومن كلماتهم الرائعة: "لله در الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله".
وقد قيل: إن أول ذنب عُصي الله به ثلاثة: الحرص، والكبر، والحسد؛ فالحرص من آدم، والكبر من إبليس، والحسد من قابيل، حيث قتل هابيل.
والحسد نوع من معاداة الله، فالحاسد يكره نعمة الله على عبده، والله يكره ذلك، فهو مضاد الله في قضائه وقدره ومحبته وكراهيته وهو مناف للأخوة في الدين، قال -صلى الله عليه وسلم-: ) لا تحاسدوا، ولا تناجشوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا (، والحاسد كاره فضل الله على عباده، يقول معاوية بن سفيان -رضي الله عنه-: كل الناس أستطيع أن أرضيه إلا حاسد نعمة فإنه لا يرضيه إلا زوالها.
ومن وجد في نفسه حسدًا لغيره، فليجاهد نفسه بالتقوى والصبر، على قسمة الله فإنه مرض خطير وداءٌ عضال لا يمكن الخلاص منه إلا بتقوى الله، فإن أردت السعادة فأخرج ما في قلبك من الحسد تكن سعيدا.
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على النبي، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.