أ- ما هي صنائعُ المعروفِ؟
* مفهومُ صنائعِ المعروفِ:
جَاءَ هذا المفهومُ في حديثِ أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ اللهُ عنهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ) صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ... (.
و معنى (صنائع المعروف تقي مصارعَ السُّوءِ): صنائعُ: جمعُ صنيعةٍ، وهي ما اصْطنَعْتَهُ منْ خيرٍ تَتقِي به السُّقوطَ في الهلكاتِ، وأهلُ المعروفِ في الدُّنيا: هم أهلُ المعروفِ في الآخرةِ، وهذا تنويهٌ عظيمٌ بفضلِ المعروفِ .
والمعروفُ هو جملةُ أفعالِ الخيرِ التي أمرَ اللهَ بها في كتابه العزيزِ؛ كما قالَ تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج: 77].
ب- ما هي ثمراتُ صنائعِ المعروفِ؟
1- صرفُ البلاءِ وسوءُ القضاءِ في الدُّنيا؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرة -رَضِيَ اللهُ عنه-، عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: ) ... وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ (.
2- توفيقُ اللهِ للعبدِ ونُصرتُهُ لَهُ؛ فقدْ قرَّرتْ أُمُّ المؤمنينَ خديجة -رضي الله عنها- هذه الحقيقةَ لَمَّا نزلَ الوحيُ بالنَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، وخَشِيَ على نفسهِ من ذلكَ؛ فقالتْ: ) كَلَّا وَاللهِ مَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ (.
3- دخولُ الجنةِ؛ فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ) لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ في الْجَنَّةِ في شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِى النَّاسَ (.
4- مغفرةُ الذنوبِ والنَّجاةُ من عذابِ وأهوالِ الآخرةِ؛ عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم- ) حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَكَانَ مُوسِرًا، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ، قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ؛ تَجَاوَزُوا عَنْهُ(.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ) بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَه (.