إعداد: أبو معاذ محمد الطايع
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ) أعط من حرمك (. فاحذر - أخي المسلم - أن تكون من الذين: ﴿ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ (سورة الماعون آية 7 )، مهما كانت الأسباب ما دام الله - سبحانه وتعالى - قد تفضل عليك وأعطاك، واعتبر هذا بمثابة شكر الله - سبحانه وتعالى - على أن جعلك في هذه المنزلة التي تمكنك من ﺇعطاء الناس، وأغنتك عن سؤالهم. وتذكر أن عطاءك هذا سبب لزيادة نعمة الله - عز وجل - عليك، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ) من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة (.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ) من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس على معسر أو يضع عنه (، فاذكر ذلك، وكن من الذين: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ (سورة الحشر آية 9).
واحذر الشح والبخل وكفى به شرًّا أنه كان مما يستعيذ منه النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان يقول: ) اللهم إني أعوذ بك من البخل.....( الحديث.
وكذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحذر من الشح، لما له من سيئ الأثر، فقال: ) واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم (.
أخي الحبيب:
واعلم أن: ) صنائع المعروف تقي مصارع السوء(، واعلم أن « صاحب المعروف لا يقع ، فإن وقع وجد متكأ ».
وثق أن معروفك ستُجزاه عاجلاً أو عاجلاً، والأيام دُولٌ، فما يدريك، فقد تبتلى بمثل بلاء أخيك، فقدم اليوم لغدك.
هذا، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على النبي، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.