تتكون هذه الشخصية ــ في الغالب ــ نتيجة للمحيط السلبي الذي يحيطها.. في تربيتها الأولى والممتدة إلى المراهقة وما بعدها إلى الدلال..
الناتج إما عن الترف أو وجودها الوحيد في الأسرة.. بعد طول من غياب الإنتاج.. فيدخل في دائرة الترف الذي يلبي كل رغباته دون استثناء..
وتنعدم القدرة على اتخاذ قرار..
فتنعدم الثقة في قدرتها على إنجاز ما يخصها دون الاعتماد على الآخرين.. فتصاب بخمول مكتسب.. بحيث تفقد الاعتماد عليها..
فلا رأي ولا اقتراحات ولا أفكار.. فتتجنب إعطاء فكرة مبدعة أو غير مبدعة التي تمر بخاطرها..
ذلك لشعور بأن فكرتها التي تعارض الآخرين حتى لا تفقد المساعدة..
وقد تلجأ إلى البعد عن محيطها أو تلوب بمشاكلها أو أفكارها..
طلبا للدعم من الآخرين خارج سور من حولها..
الذين يوالون من السأم من سلبيتها.. ولا يمكن أن تتخذ خطوة واحدة حتى في الأمور الخاصة.. فهي تحتاج إلى العون والمساعدة.. وتقبل التطرف مع المتعارضين..
لعدم وجود استقلال في الرأي ولنقص الثقة التي تلازمها..
تعتمد في سلوكها إلى الخضوع اللا نهائي في مصيرها..
ولا يمكن أن تأخذ قرارا إلا بعد النصائح وتكرار الطمأنينة من الآخرين..
وقد تغير رأيها في لحظات أخيرة من تنفيذ القرار..
ويسمح لهذا التردد أن يغير من أبسط القرارات وموافقة المنطق لها..
ويقبل بآراء الآخرين حتى لو كان اعتقاده الداخلي بأنهم على خطأ..
ذلك خوفا من أن يكون مرفوضا منهم..
لا يمكن لهذه الشخصية أن تبدأ مشروعا سواء بالمشاركة أو الانفرادية..
قد يقوم بأعمال منفرة وغير منطقية لتجنب فقدانه تعاطف الآخرين..
عندما يكون في حالة انزعاج فذاك يعني وحدته..
ويبذل كل ما يمكن بالتزلف والموافقة لعدم قدرته على وحدته (التي تسبب له أرقا ورهقا).. وتنكسر معنوياته.. ففكره ينبع من هاجس تخلى الآخرين عنه.. وعدم استحسانهم وانتقادهم له يصاب بأذى في شعوره بالانكسار..
فقدان هذه الشخصية للثقة يشبعه قلقا واكتئابا..
لا مبرر لهما.. إلا الخوف من وحدته ونفي الآخرين لوجوده..
من أكثر ما يصاب بهذه الشخصية النساء.. وعند لجوئهم للعلاج فإنهم بنتقلون من معالج إلى آخر.. ويمكن لهذه الشخصية أن تكسب نفسها في جو تنافسي..
يتمثل مع أشخاص بنتمون إلى نفس الفصيلة ليجدوا مخرجا لإثبات ذاتهم.. يبدأون في الاستقلال عن غيرهم وبمواصلة ميولهم ليؤدي إلى تحسن نسبي.. يوصلهم إلى ذاتيه التفكير.. إلا في حالة واحدة عندما تكون مواردهم مناسبة.. يتعرضون فيها للاستغلال والابتزاز.. خاصة عند الذين يرثون موارد تغنيهم عن تحسن أوضاعهم المعيشية.. علاجهم ممكن إذا أخذوا العزم وقرروا.. لأن غير الأمين.. لا يمكن أن يكون أمينا إلا إذا أراد.. كما أن الكاذب لا يمكن أن يكون صادقا إلا إذا أراد..
فالعزيمة تؤدي نتائجها.. ولو تأخرت أو تدرجت..
أحمد حسن فتيحي
نقلآ عن صحيفة عكاظ