غالبا ما يكون صاحب هذه الشخصية حريصا على المال جدا..
يعمل بجد ونشاط لتوفيره خوفا من المستقبل..
روتيني جدا مهووس بالتنظيم والدقة..
يصيبه ضيق شديد حينما تختلف أشياءه عن مكانها..
أو تغير الأمور على غير ما اعتاد عليه..
فيه حساسية بالغة حتى في أتفه الأمور..
اهتمامه ينصب على تفاصيل التفاصيل..
دقيق في كل صغيرة مهما كان حجمها..
يطبق النظام بحذافيره دون مرونة أو تيسير..
عقدته نظامه ورجوعه إلى ما تم عمله بالشك الذي بداخله..
وتأكده مما عمله ولو مرات عديدة..
يذكر نفسه بترديد «كده تمام»، ثم يعود ليتأكد بأن كل شيء على ما يرام..
مثالي يقف حجر عثرة في إكمال أي مشروع يفكر فيه لتقيده بمثاليته التي تريد عدم الخطأ أو عدم إكماله بالطريقه المثلى..
شعوره بالتوقف لجميع أفكاره ومشاريعه عندما تسير بغير ضوابط..
يسير وفق التطبيق المثالي لكل القواعد والأنظمة.. همه عمله ونتائجه..
ليس للمتعة أو الإجازة مكان عنده..
كل الظروف والحاجة الجسدية للراحة ليس لها أهمية بالقدر الذي يلتزم فيه بتنفيذ القواعد والثوابت العملية لتحقيق الأهداف المقصودة ولا شيء غير ذلك..
ليس للصداقة أو للأهل مكانة..
وإن اختلفت ظروف الحياة التي تحتاج إلى تضحية أو تساهل..
فالروتين المعتاد هو الذي له الأهمية الأولى..
دائما قلق ومنزعج كأنه ذو ضمير حي وحيد..
ولا يبني ذلك على الورع أو الإخلاص أو التقوى وإنما جبل على تلك المسيرة..
شغله الشاغل الخصومة والعداء لأي خطأ بدر من الآخرين..
يركن إلى الحديث والنصوص والشعر وقول الحكماء..
دون النظر لأسباب الخطأ أو التماس عذر مهما اختلف الزمان والمكان..
متردد في إعطاء الثقة للآخرين..
إلا بعد التأكد المفرط والتيقّن بأنهم ينفذون أعمالهم..
ولعدم مرونته الذاتية مع نفسه يصل به الوضع إلى أن رأيه هو الأصح..
ولا يتناقش أو يقبل آراء الآخرين..
مكان التقدير والثناء من مديره لدقته وانضباطه..
مزعجا لمن هو دونه في المسؤولية ولأهله وأولاده..
لا يملك التلقائية أو الروح المرحة أو المجاملة..
جدي في محاكاته بالتفاصيل لدرجة الملل..
يسعد من هو أقوى منه ويعتبرها أوامر يجب تنفيذها..
يمتاز بأن حياته الأسرية مستقرة بغير استرخاء كما هي حياته العملية..
تنتشر هذه الشخصية لدى الرجال بنسبة أكبر من النساء..
متوارثة في بيوت نشأت فيها انضباطية مع عدم القدرة على التعبير أو الوضوح أو الإفصاح عن المتطلبات مع اللوم وعدم التجاوز أو التماس الأسباب مع الأخطاء البيتية والتجاوز عنها..
قد ينتاب البعض اكتئاب ثم إذا تدارك يمكن أن يتحول إلى شخصية مقبولة ومقبلة بطريق عكسي..
عادة ما يعرف ويتوق للخلاص من هذه القيود ويفلح في ذلك ولكنه يقع فريسة إذا فكر في استعمال أدوية تساعده..
هو نفسه فقط بعون الله تعالى وبإصراره وعزمه يستطيع أن يخلص من هذا الكابوس..
بعقد النية.. وبحب الآخرين.. وبحسن الظن بالله.. ثم بمن حوله..
صادقا وفيا أمينا بعطائه لأسرته ولمن معه..
أحمد حسن فتيحي
نقلآ عن جريدة عكاظ