تكتشف وأنت تحدثه أنه ليس معك، خارج التغطية، يفتقد التركيز وأحياناً قد لا يسمعك حتى وأنت تتحدث، رغم أنه بجانبك، قد يتدارك دون أن تسأله ويقول لك أعتذر «أنا مجهد» أو منهك، ولا يمكنني التركيز، أو التفكير الايجابي.
مثل هذه اللحظات عندما تعصف بنا، وما أكثرها في هذا الزمن الصعب، وضغوطات الحياة اليومية التي تحاصرنا، تفقدنا القدرة على التعامل مع المسار اليومي بطريقة هادئة، اعتيادية، وليس هناك شخص لم يتعرض للضغوط اليومية وللإجهاد، والارباك العصبي، لكن يختلف تعامل كل شخص عن الآخر مع مثل هذه الضغوطات، ومع هذا الاجهاد الذي يكون ربما ناتجاً عن ضغط العمل، أو عن ممارسات حياتية مختلفة، حسبت في النهاية على ذهن هذا الشخص وأفقدته تركيزه وقدرته على اتخاذ قرار سليم.
هذه الأيام ترتفع درجات الحرارة بشكل مرعب، ويضغط هذا الجو الحار على أنفاس الناس ويصيبهم بالتوتر، والإجهاد، وعدم التركيز، لكن هل هناك وصفة سحرية تساعد على التخلص من هذا الاجهاد النفسي وتدفع بسرعة إلى العودة للهدوء، والاتزان، والتعامل مع كل الأمور بإيجابية؟
أساتذة علم النفس ينصحون أولاً بإغماض العين، والتنفس بعمق خمس مرات مع التركيز على الزفير حتى تشعر بالاسترخاء، هذه الممارسة تزيد كمية الأوكسجين في الدم، وبالتالي ترسل إشارات إلى المخ لتقليل مستويات هرمون الاجهاد.
ثانياً: ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة مثل المشي يساعد في استعادة حالة الهدوء، دون التحدث اثناءه في الهاتف المحمول، والمشي ببطء لتشعر بعدها بالحيوية.
ثالثاً: النوم الجيد في الليل ولمدة ثماني ساعات يساعد الجسم على منع زيادة مستويات المواد الكيميائية المرتبطة بالإجهاد..
رابعاً: عندما يداهمك الإجهاد وأنت في المنزل خذ حماماً طويلاً واجه من خلاله الماء واجعله يصب على رأسك ثم تنفس بعمق وببطء ثلاث مرات، وتخيل أنك تجمع كل الاضطرابات التي تشعر بها، وتخرجها من جسدك إلى سطح جلدك ثم تزيلها بالماء وأغمض عينيك وكرر ببطء وبصوت مرتفع جملة «أشعر بالانتعاش» وركز على شعورك بالصفاء والنظافة قبل الخروج من تحت الدوش..
خامساً: محاولة الاتصال ببعض الأصدقاء لتسهيل التعامل مع العقبات التي تواجهك في الحياة.
سادساً: النظر إلى كل ما هو إيجابي في الحياة للخروج من الحالة السيئة التي تحاصرك.
سابعاً: عدم الإفراط في الطعام عندما تحاصرك مشاعر سلبية حتى لا تزيد حالة إجهادك على المدى الطويل.
أخيراً ترى إحدى الاخصائيات أن التأمل هو مفتاح العودة إلى الهدوء، وأنه لا يفيد فقط في خفض حدة التوتر، ولكن قد يقلل الألم المزمن ويحسن جهاز المناعة، ولذلك عندما تشعر بالاجهاد عليك الجلوس بهدوء وفي حدود ولاحظ مدى استرخاء عضلاتك، وعقلك، ولأن العضلات المسترخية تحتاج لكمية أقل من الأوكسجين فإن مععدل تنفسك سيكون أبطأ وستقل معدلات ضربات قلبك، ومستوى ضغط الدم ويتحول جسدك لحالة من الهدوء والسكينة، ومزاجك سيصبح معتدلاً..!
نجوى هاشم
نقلآ عن جريدة الرياض
__________________