السعي لبناء شخصية تتمتع بقوة الإرادة تحتاج لمشاركة الأسرة والمدرسة والمجتمع حتى ينتج جيلا قوي الإرادة والتحدي لكل صعوبات الحياة التي تحفظ هويته وذاتية وجوده المتميزة وعدم الاستسلام للهوان والضعف والذوبان في هيمنة وسيطرة الآخر .
أن يُدرب الطفل ويُعلم على توسعة الخيال لديه فيرسم أحلامه وطموحاته وصورة العالم من حوله، الجرأة وعدم الخوف والاستسلام لقناعات المحيطين السلبية، وأن يُشارك الآخرين في اتخاذ وصناعة القرار وحل مشكلاته الذاتية والبحث عن حلول وبدائل، وكيفية إدارة التمرد والعناد لأن ذلك من علامات قوة الإرادة والشخصية عند الطفل، وتعليمه كيفية المشاركة والتعاون مع الآخرين مع الاهتمام بنفسه وأغراضه وممتلكاته الخاصة ولا يحق لأحد الاعتداء عليها، وكتابة الأهداف وتحديدها بفترة زمنية ورؤيا يرى فيها نفسه ناجحاً متميزاً، وتدريس قصص الناجحين المتميزين ممن حققوا إنجازات عالية، وضع الطفل في بيئة واقعية ملموسة للتعلم والعيش مع الواقع ليتفاعل مع الناجحين، وتعليمه كيف يسعى للمعرفة والإطلاع والبحث في كافة مجالات الاتصال والمعلومات، وتوفير رعاية أسرية ومدرسية ومجتمعية تشجعه على العطاء والمشاركة المجتمعية دون إحباط، وتعويده على عدم الاتكال وانتظار الحلول أو الرحمة من الآخرين بل المثابرة والسعي لمواجه واقعه، وضع صوره رائعة لذاته وشخصيته وما يراه في نفسه لتعزيز الثقة بالنفس، وتوعية الطفل بصعوبات الحياة وأنها لن تعطيه إلا إذا سعى لما يريد، تعويده على الإيجابية والبعد عن السلبية أو مخالطة السلبيين المحبطين، تعليمه كيف يدير ذاته ويخطط لمستقبله ويدخر من ماله ليصنع منه شيئا، وكيف يعبر عما يريد بصدق مشاعره وعدم رضوخه للواقع السلبي، كيف ينظم وقته وحياته وترتيبه لأولوياته وتسجيل مذكراته وخططه اليومية لتزيد الإصرار وتوضح الرؤيا لديه .
لكن من معيقات الإرادة القوية ضعف الإرادة والاستسلام للإحباط واليأس يكون بسبب الجهل وقلة المعرفة بقيمة الذات واكتساب الخبرات في التعامل مع الصعوبات والأزمات، التربية الزائدة القائمة إما على زيادة الحنان والرعاية والخوف الشديد على الطفل أو الإهمال المفرط والتقليل من قيمة الطفل وتقديره لذاته، كبت المشاعر وعدم السماح للمشاركة وإثبات الذات، الظلم الشديد والفقر والتمييز بين الأفراد، وضع طموحات أعلى من قدراته واستسلامه لآراء الآخرين وبحثه عن إرضائهم ومدحهم له، عدم وضوح الأهداف والرؤيا، الخوف وعدم التجرؤ والمخاطرة، الرضوخ للأمر الواقع وانتظار الآخرين إيجاد الحلول، المشي مع العامة والتيار السائد، عدم رؤية ما يستحق العناء والتضحية لأجله، رؤية أن الحياة فانية والموت حق فلا فائدة من عمل أي شيء، ضعف الإيمان والمعرفة بالله ودور الإنسان في هذه الحياة، فقدان الوعي الذاتي ومعرفة القدرات الداخلية، عدم السعي لتحسين الأداء والمهارات الوظيفية، عدم مشاركة الآخرين والتفاعل معهم ، الاقتناع أن قلة سعيه بسبب الأوهام والخرافات من الحسد والسحر من الآخرين، عدم السعي والأخذ بالأسباب والاعتماد الصادق على الله.
آمال أبو خديجة
نقلآ عن صحيفة البلاد