من المعروف أنه لا يوجد شخص على الأرض لا يعاني من مشكلات، ومع تفاوت حجمها وتأثيرها فإنها تبقى في نهاية الأمر مشكلات. ونحن نسعى دائماً إلى تجنب الوقوع في المشاكل أو الحد منها لأقصى درجة، لكن من الصعب منعها تماماً، لذا فإن الحل الأفضل هو أن تكون لدينا طريقة أو آلية عمل نواجه بها المشكلات إذا حدثت، وتساعدنا على التعامل معها وتخطيها..
هناك العديد من الطرق والبرامج التي تم تصميمها لمواجهة المشكلات في مجالات إدارة الأعمال، والتي تم تصميمها بواسطة مديري الأعمال أو المستشارين. ولحسن الحظ فإن هذه الطرق يمكن أيضا تطبيقها على الجوانب الأخرى من الحياة. وفي كل الطرق التي تم وضعها للتعامل مع الأزمات أو المشكلات وتجاوزها توجد خطوات أساسية مشتركة هي:
1 – اعترف بالمشكلة.. أحيانا لا تكون المشكلة واضحة فلا تتنبه لها. وأحياناً تكون صغيرة فتتجاهلها. والأفضل أن ترصد هذه المشكلات التي قد تبدو صغيرة الآن وقد تتضخم وتصبح مشكلات كبيرة يصعب حلها فيما بعد. إذا شعرت أن الأمور لا تسير كما يجب فتحلَ بالشجاعة وواجه الحقيقة واعترف بالمشكلة. وكلما أسرعت بالاعتراف بها تصبح قادراً على تجاوزها بشكل أسرع.
2 – حدد المشكلة.. من المهم جداً أن تكون واضحاً ودقيقاً في تحديد ووصف المشكلة. اكتب بدقة ما الذي يحدث أو الذي لا يحدث.
3 – اعرف السبب.. تحديد مسببات المشكلة أمر أساسي قبل البدء في حلها، فلابد أن تفكر جيداً وتدرس كافة الأسباب المحتملة، وإن كانت تؤثر على آخرين يجب أن تشركهم معك في عملية تحديد أسباب المشكلة. ولا تتخذ مواقف أو أحكاما مسبقة، فقد يكون السبب بعيداً عن تفكيرك وتوقعاتك، بل قد تكون أنت سبب المشكلة.
4 – حدد الفوائد.. يجب أن تعرف تماماً الإيجابيات التي ستتحقق إن تم حل المشكلة. ويجب أن تكون لديك طريقة لقياس وتقييم مقدار النجاح في حل المشكلة.
5 – ضع الحلول أنت والآخرون الذين يشاركونك حل المشكلة قائمة بالحلول المقترحة للمشكلة.
6 – اختر الأفضل من قائمة الحلول المقترحة، اختر أحدها، وهو بالتأكيد الأفضل، ولكي تحدد الحل الأفضل لاحظ فيه ما يلي:
أ – يكون عملياً وواقعياً ويمكن تنفيذه. ب – يساعدك على تحقيق الفوائد التي حددتها في الخطوة رقم 4 ، وإلى أي مدى سيكون قادراً على ذلك. ج – مدى تأثيره عليك أو على الآخرين. د – تكاليف هذا الحل.. ولتطبيق هذه العناصر الأربعة على كل حل مقترح يمكنك العمل بنظام النقاط بأن تضع لكل عنصر عدداً من النقاط، وبجمعها تحصل على النقاط الإجمالية لكل حل، ثم تختار أعلاها نقاطاً.
7 – تحرك عندئذ.. يجب أن تتخذ القرار وتتحرك. ويجب أن تتأكد أن كل شخص له علاقة بالمشكلة وحلها يفهم الدور المطلوب منه. ويجب أن يكون لديك طريقة لقياس مدى النجاح في حل المشكلة. وعموماً نحن لا نستطيع أن نوقف مشكلات ومنغصات الحياة، لكن يجب أن نكون قادرين على التعامل معها وتجاوزها. وبصفة عامة فإن المشكلة في اعتقادي هي فرصة لجعل حياتنا أفضل.
طارق القحطاني
نقلآ عن الوطن أون لاين