كيف نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم

كيف نقتدي برسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم؟

1ــ بالتقوى

قال الله تعالى: )إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ(. ولكن كيف نكون من المتقين؟ نكون من المتقين بالالتزام بالحق وأتباع سنة رسول اللهe وإقامة فرائض الله والواجبات الدينية المطلوبة.

قال رسول الله الصلاة والسلام عليه: «من أراد ان يكون اعز الناس فليتق الله»، «من أعطي التقى فقد أعطي خير الدنيا والآخرة».





2ــ بالزهد

الزهد هو الزهد في الدنيا. قيل يوما لرسول اللهe وهو جالس على حصير قد اثّر في جنبه لو اتخذ فراشا أوفر منه فقالe: «ما لي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا الا كراكب سار في يوم صائف فأستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها». وكان عليه الصلاة والسلام يقول ويأمرنا بقوله: «كن في الدنيا كأنك غريب او كأنك عابر سبيل وعد نفسك من أصحاب القبور»، «كونوا في الدنيا أضيافاً»، «أيها الناس ان من في الدنيا ضيف وما في أيديهم عارية، وان الضيف مرتحل والعارية مردودة»، «أيها الناس هذه دار ترح لا دار فرح، ودار التواء لا دار استواء، فمن عرفها لم يفرح لرجاء ولم يحزن لشقاء».

إن حب الدنيا هو رأس كل الخطايا والمصائب والعقد النفسية. ان الزهد في الدنيا يمنحنا حالة التوازن والاعتدال ويجنبنا الطمع والحسد. ومن المفترض ان يوجه الإنسان طاقاته واهتماماته لما هو باق ودائم.

وهكذا يعلمنا رسول اللهe بقوله: «فليتزود العبد من دنياه لآخرته ومن حياته لموته ومن شبابه لهرمه فأن الدنيا خلقت لكم وانتم خلقتم للآخرة». إذن ما دام الإنسان قد خلق للآخرة فلما يضيع نفسه في الدنيا؟ وقد قال رسول اللهe: «الدنيا ملعونة وملعون ما فيها إلا ما ابتغى به وجه الله».

وللزهد فوائد عديدة منها، اكتساب الحكمة، والاستعداد للآخرة، والتحرر من العبودية، واكتساب قوة الشخصية، وتجنب المشاكل. كان رسول اللهe زاهدا في الدنيا رغم ان الدنيا خلقت لأجله كما جاء في الحديث القدسي: «لولاك ما خلقت الأفلاك».

3 ــ بالتواضع

إن التكبر ينبئ عن مرض نفسي ويكشف عن عقد نفسية خطيرة. كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يوصي خيرا بأبسط الناس معيشة واقلهم حظا كالفقراء والمساكين ويحذر من مجالسة الأغنياء فيقول: «تمسكنوا وأحبوا المساكين وجالسوهم وأعينوهم، وتجافوا صحبة الأغنياء وعفوا عن أموالهم».

4 ــ بالسخاء

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «ما جبل الله وليا له الا على السخاء». والكرم هو من القيم الإنسانية الأساسية لتقدم أي مجتمع من المجتمعات. إذن كيف ومتى ولماذا نعطي؟

كان رسول الله عليه الصلاة والسلاميحب الأسخياء ويكره البخلاء، وكان يقول: «السخاء خلق الله الأعظم»، «إن السخاء شجرة من أشجار الجنة لها أغصان متدلية في الدنيا، فمن كان سخيا تعلق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن إلى الجنة».

ان الله تعالى يعوض الأسخياء المنفقين أموالهم في سبيل الله خيرا في الدنيا وأجرا عظيما في الآخرة. كما ان هناك علاقة بين الكرم والشجاعة فكل كريم شجاع وكل بخيل جبان. كان رسول اللهعليه الصلاة والسلام يقضي حوائج الناس بنفسه ويعطي بلا حدود، أفلا نقتدي به صلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته، فنكون من السعداء؟

5 ــ بالعفو والرحمة

كيف يسعد المجتمع ويتقدم ويزدهر ويترابط؟ وما هي أسباب قوة المجتمع؟ ان أي مجتمع لا يترابط ويقوى إلا إذا سادته الأخلاق ومن أهم عوامل تماسك المجتمع هو عامل الرحمة والرأفة بين أبنائه.

لذلك يوصينا رسول الله عليه الصلاة والسلام فيقول: «عليكم بمكارم الأخلاق فان الله بعثني بها، وان مكارم الأخلاق ان يعفو الرجل عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، وان يعود من لا يعوده، مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى»، «ابلغ ما تستدر الرحمة هو ان تضمر الرحمة لجميع الخلق».

6ــ بالوفاء والأمانة والصدق

قال رسول الله : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليف إذا وعد»، «لا أيمان لمن لا أمانة له».

7ــ بالصبر والحلم

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «في الصبر على ما نكره خير كثير»، «من يتصبر يصبّره الله»، «بعثت للحلم مركزا وللعلم معدنا وللصبر مسكنا». والصبر صفة نفسية يمكن ان يتدرب عليها الإنسان.

8 ــ بالابتسامة وطلاقة الوجه وحسن المعاشرة.

9ــ بالشجاعة والتضحية

10ــ بالعدل والإنصاف والشورى

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : «من أعان ظالم على ظلمه جاء يوم القيامة وعلى جبهته مكتوب آيس من رحمة الله»، «إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظلمة وأعوانهم؟ من لاق لهم دواة أو ربط كيسا أو مد لهم مدة قلم، فاحشروهم معهم»، «اتقوا الظلم فانه ظلمات يوم القيامة».

11ــ حب العمل والسعي

نماذج من تعاليم وكلمات الرسول عليه الصلاة والسلام في صياغة الشخصية

العقل: «إنما يدرك الخير كله بالعقل ولا دين لمن لا عقل له». ولكن كيف يعرف العاقل؟ يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام : «صفة العاقل ان يحلم عمن جهل عليه، ويتجاوز عمن ظلمه، ويتواضع لمن هو دونه، ويسابق من فوقه في طلب البر، وإذا أراد ان يتكلم تدبر فان كان خيرا تكلم فغنم، وان كان شرا سكت فسلم، وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله وامسك يده ولسانه وإذا رأى فضيلة انتهز بها، لا يفارقه الحياء، ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشر خصال يعرف بها العاقل».

صفات العاقل:

التفقه ـ الأمل ـ الهمة ـ الوازع الديني ـ المبادرة لعمل الخير والإحسان ـ التزود للآخرة ـ القلب السليم بدوام ذكر الله تعالى ـ فهم الدنيا ـ الابتلاء ـ الرضا ـ لا للنفاق ـ الصدق في التجارة ـ مخالفة الهوى/ الورع ـ البكاء من خشية الله/ التوجه إلى الله ـ الاستغفار/ الخشوع لله ـ الإخلاص/ الخوف من الله ـ الدعاء ـ اليقين/ التوكل على الله ـ لا للغفلة ـ الصلوات الواجبة/ وصلاة الليل ـ الزكاة/ الصوم/ الحج ـ حمل هم الآخرة ـ ترك ما لا يعني/ حفظ اللسان ـ مجالسة الذاكرين لله ـ محاسبة النفس ـ حسن التصرف بالمال/ حسن الإنفاق والبذل لا للكسل ـ الابتعاد عن كل الآفات في حقوق الناس ـ لا للإيذاء ـ لا للغيبة/ لا للنميمة/ لا للسعاية/ لا للتجسس/ لا للبهتان ـ لا لتحقير الناس وتعييبهم ـ لا للفحش ـ لا للغش/ لا للاحتكار ـ لا للظلم ـ نعم لصلة ومحبة الجار ـ نعم لحقوق الأجير.

ومن فنون التعامل مع الناس:

الرفق ـ الخلق الحسن ـ النصيحة ـ حسن معاملة الضيف ـ المشاورة

التحبب إلى الناس ـ المصافحة وإفشاء السلام ـ الهدية .

في التكافل الاجتماعي:

الأخوة ـ الإيثار ـ صلة الأرحام ـ نفع الناس والاهتمام بقضاء حوائجهم ـ الصدقة ـ الإصلاح ـ الإطعام ـ إجابة دعوة المؤمن ـ رد الظالمين وإعانة المظلومين ـ مسؤولية النصيحة ـ الإنفاق ـ يد الله مع الجماعة ـ المحبة في سبيل الأمة الصالحة.

في المناهي والمحذورات:

لا للسلطان الجائر ـ لا للظلم والظالمين ـ لا للمال الحرام / لا للنظرة الحرام ـ لا للنفاق / لا لاعتزال الناس وبغضهم ـ لا لكثرة النوم والأكل ـ نعم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

خلاصة القول: علينا ان نتخذ رسول اللهe قدوتنا وأسوتنا في كافة أمور الحياة وذلك بالتقوى، وبالزهد، وبالتواضع، وبالسخاء، وبالعفو والرحمة، وبالوفاء والأمانة والصدق، وبالصبر والحلم، وبالابتسامة وحسن المعاشرة، وبالشجاعة والتضحية، وبالعدل والإنصاف والشورى، وأخيراً بحب العمل والسعي نحو الخير.