العمل يشكل محوراً رئيسياً في حياة الإنسان البالغ رجلاً كان أم امرأة لان الحياة لا تستقيم بدون العمل بالنسبة للفرد والمجتمع على حد سواء. وبالنسبة للمرأة فللعمل ايجابيات خاصة منها:
أن المرأة بالعمل تحقق ذاتها وشخصيتها ووجودها من خلال العمل و تشعر بالإنتاج والإنجاز والأهمية.
العمل يعطي المرأة الاستقلال المادي ، ويساهم في تنمية قدراتها الشخصية واغتنائها من النواحي العملية والفكرية والاجتماعية.
تشعر المرأة بالرضا والسرور والنجاح وفي ذلك مكافأة هامة وتدعيم لقيمتها وثقتها بنفسها من النواحي النفسية.
العمل يجعل المرأة أكثر قوة وأكثر قيمة في مختلف النواحي الواقعية والمعنوية.
وبالرغم من كل هذه الايجابيات فان صحة المرأة النفسية وبالتالي الجسدية معرضة للأذى لوجود سلبيات مرتبطة بالعمل من الناحية النفسية, من السلبيات التي تتعرض لها المرأه بالعمل:
طبيعة وظروف العمل: عدم مناسبة العمل لشخصية المرأة وقدراتها و مهاراتها ، نوعية شروط أداء العمل وظروفه كذلك إن العمل الروتيني الممل أو العمل القاسي الصعب يساهم بشكل سلبي في التأثير على صحة المرأة النفسية . ومن العوامل الهامة والمؤثرة أيضاً الشعور بالظلم وعدم الحصول على الحقوق إضافة إلى نقص المكافآت و التشجيع.
الضغط الاجتماعي: تظل المرأة مطالبة بالقيام بدورها كربة منزل وأم وزوجة ، مما يجعلها تحت ضغوط كثير ومختلفة تحتاج منها إلى بذل جهد نفسي وجسدي للتعامل معها والقيام بمهامها على الوجه الصحيح وعدم كفاية التسهيلات العملية المساعدة مثل دور الحضانة في أماكن العمل وإجازات الأمومة وغير ذلك.
المشاكل الزوجية والأسرية: عاني المرأة العاملة من مشكلات وذلك بما يتعلق بعدم وضوح الأدوار والمسؤوليات التي يقوم بها كلا الزوجين ، ويرجع ذلك إلى حداثة عمل المرأة في مجتمعاتنا وعدم وجود تفهم من كلا الطرفين لأدواره و وتشاركهم في أمورهم الحياتية من حيث المشاركة والتعاون في الأمور المالية وشؤون المنزل ورعاية الأطفال وغير ذلك مما يتعلق بتفاصيل الحياة اليومية المشتركة. ويتطلب ذلك مزيداً من الحوار والتفاهم بين الزوجين للوصول إلى حلول مشتركة مناسبة تتوافق مع الحياة العملية. ونجد في مجتمعاتنا أشكالاً من ظلم المرأة وابتزازها حيث يتصرف الزوج أو الأب أو الأخ براتب المرأة ويهضمها حقوقها المتنوعة ، مما يمكن أن ينشأ عنه أشكال من القلق والاكتئاب والشكاوى الجسمية نفسية المنشأ وغير ذلك .
طبيعة بعض المهن: وفي بعض المهن التي لا يزال ينظر إليها المجتمع بشكل سلبي شديد مثل التمريض والعمل في المجال صحي عامة وغيرها يمكن لضغوط العمل نفسه مع الضغوط الاجتماعية أن تساهم في ظهور اضطرابات القلق والاكتئاب وسوء التكيف مع العمل. كما أن بعض النساء العاملات يجدن صعوبات في اتخاذ القرارات والاعتماد على النفس ، وتسبب لها بعض المواقف المهنية التي تتطلب قرارات عملية معينة قلقاً شديداً واضطراباً لأن تلك المواقف المرتبطة بالحياة العملية لم تتعود أن تتصرف فيها بنفسها.
الوقاية من سلبيات عمل المرأة
وللوقاية من هذه الإشكالات لابد إلى ضرورة تقديم الدعم الكافي والمناسب ( المعنوي والعملي ) للمرأة العاملة ومساعدتها على التخفيف من الأعباء الكثيرة التي تتحملها وتوفير الظروف المناسبة والتي تتوافق مع عاداتنا وقيمنا وديننا . وأيضاً المساهمة في حل المشكلات العملية التي تواجهها.
ولا بد من تعديل المفاهيم السلبية المرتبطة بعمل المرأة وتأكيد أهميته وجوانبه الايجابية وعدم إطلاق التعميمات الخاطئة أو السطحية حول عمل المرأة ، مما يساهم في تخفيف الضغوط والتناقضات التي تواجهها المرأة في عملها وبالتالي يدعم صحتها النفسية.
ولابد للمرأة من النقد الذاتي ، والتعلم من أخطائها ، وتطوير نفسها واكتسابها للمهارات اللازمة ، ولابد لها من تنظيم وقتها ، وإعطاء كل ذي حق حقه.
وأخيراً .. لابد من دراسة مشكلات المرأة بالتفصيل وتطوير الخبرات والممارسات العملية الإيجابية وترسيخ التقاليد المفيدة والمناسبة لعمل المرأة وما يرتبط به من مختلف الجوانب النفسية والاجتماعية.