العمل التطوعي من أنبل الأعمال الاجتماعية والتنموية التي لها تأثير على حياة الفرد وسلوكه سواء في الدنيا أو في الآخرة، بل ويعدّ لبنة هامة في مسيرة حياة الإنسان وركيزة أساسية وجوهرية في بناء المجتمعات وتنشئتها وتكاتفها وتلاحمها، ويزيد من نشر الوعي بين أفراد المجتمع ودفعهم لحب البذل والعطاء، ويسهم في رفع مكانة المجتمعات والنهوض بها.
فالعمل التطوعي يعرف بأنه "الجهد الذي يبذله أي إنسان بلا مقابل لمجتمعه بدافع منه للإسهام في تحمل مسؤولية المؤسسة التي تعمل على تقديم الرعاية الاجتماعية"، وأيضا يعرف بأنه "بذل مالي أو عيني أو بدني أو فكري يقدمه المسلم عن رضا وقناعة، بدافع من دينه، دون مقابل بقصد الإسهام في مصالح معتبرة شرعا، يحتاج إليها قطاع من المسلمين".
وما يلفت انتباهي وانتباه الكثير من الناس هو عدم انتشار مفهوم العمل التطوعي – كمفهوم - للأفراد داخل الوطن العربي، وهو أمر غير محمود بل غريب، خاصة أن مجتمعاتنا العربية يعرف عنها التلاحم الكبير مع بعضها.
وأهمية العمل التطوعي كبيرة جدا ومن أبرز ملامحها:
ـ تعزيز انتماء وحب الأفراد لأوطانهم.
ـ تقوية دور الأفراد في مجتمعاتهم.
ـ تنمية قدرات الأفراد وتطوير مهاراتهم.
ـ يساعد الأفراد على حل المشكلات بأنفسهم ومساعدة القطاعات الحكومية سواء في الأزمات أو غيرها.
ـ يتيح للأفراد إفراز طاقاتهم، خاصة "الشباب" في أعمال تخدم المجتمع.
ـ يوفر للجهات المعنية الخدمات والدعم والمساندة.
ومن يشاهد مجتمعاتنا يجد ـ ولله الحمد ـ أن لدى الفرد العربي المسلم النخوة والشهامة وحب مساعدة الغير، وهذا هو أساس العمل التطوعي، فقلما نرى لدى بعض الشعوب من يقف لمساعدة محتاج أو رجل متعطل في طريقه، ولكن لدينا العكس تماما نجد الكل يبادر لمساعدته ويهب لنجدته، وهذا أمر محمود ولكنه على نطاق ضيق، فأرى أن يكون هذا هو المنطلق الأساس الذي ينطلق من خلاله لنشر ثقافة العمل التطوعي ودعم هذه الميزة العربية الأصيلة لدى الجميع واستغلالها لإنجاح هذه المهمة السامية ونشرها في جميع الأقطار والأرجاء، وبذلك نصل بإذن الله إلى مجتمع تطوعي متكامل يعي هذا المفهوم جيدا، بل يسعى لتطبيقه ونشره على الملأ، والله جل وعلا لن يخيب صاحبه.
خالد محمد آل سلطان
نقلآ عن الوطن أون لاين