إعداد: أبو معاذ محمد الطايع
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه الكرام أجمعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فكن - أخي المسلم - عادلا في رضاك وغضبك، وﺇلا فقدت رصيدك من الحسنات يوم القيامة، ثم طُرحت في النار بسبب ظلمك وأكلك أموال الناس بالباطل، كما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: ) أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة... يأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا... فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ( .
) فإياك والظلم، واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ( .
واحذر أن تظلم أحدًا في رضاك أو غضبك، حتى لا تدخل في قوله - سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ (سورة إبراهيم آية 22). ولا تنس قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ﴾.
لا تظلمن ﺇذا ما كنت مقتدرا
فالظلم ترجع عقباه ﺇلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
ولا تنس قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ (سورة النحل آية 90).
وعلى من يقضي بين الناس في خصوماتهم أن يلتزم هذه الوصية، فلا يمنعه رضاه عن بعض المتخاصمين أو غضبه على بعضهم أن يقضي بالعدل، التزاما بقوله -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾( سورة المائدة آية 8).
هذا والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على سيد الخلق والبريات، محمد النبي الأمي، وعلى آله وأزواجه الطاهرات، وأصحابه ذوي الكرامات، وتابعيهم بإحسان ﺇلى يوم توفى البريات.